بقلم: فوزي حسونة
من يقول بأن كرة القدم الأردنية بخير.. يواسي نفسه ليس إلا، منذ دخلنا عصر الإحتراف ونحن نشعر بالدوران تارة ،والغثيان تارة أخرى، أخذنا من الإحتراف شكله ومسماه ولم نطبق مضمونه وفحواه، المسابقات المحلية تقام على نظام "القطعة"، وجماهيرنا الكروية "ملّت" الحكاية، والأندية "كحيانة" وصناديقها ترتعش من الطفر!.
أما ملاعبنا، فحدث ولا حرج، ملعب يُفتح وآخر يُغلق،مسابقة تنطلق وأخرى تتوقف، وبعد ذلك نعتب على الإتحاد الآسيوي لأنه يرفض مشاركة الأندية الأردنية بدوري أبطال آسيا، ونعضّ على أيدينا ندماً لأننا فوتنا فرصة الوصول لمونديال البرازيل، رغم أن التفكير بوجود الفرصة فقط هو انجاز لكرة القدم الأردنية بناء على ما تعيشه من ظروف صعبة، فلنحمد الله على أننا ننعم بالفرصة سواء تحققت أو لم تتحقق؟ .
استاد عمان الدولي درة الملاعب الأردنية مغلق بسبب "الوفاة"، عفواً بسبب الصيانة ، واستاد الملك عبدالله الثاني بالقويسمة سيغلق بسبب الصيانة، ونخشى أن يغلق في قادم الأيام ملعب البترا ويلحقه ملعب الأمير محمد بالزرقاء الذي يعاني من الأصل ، فنلجأ لآخر الحلول ونعود إلى الوراء مئة عام ونستجدي بملعب المحطة هذا الملعب الذي كان شاهداً على ولادة مسابقاتنا المحلية في عقد الأربعينيات من القرن الماضي،لأن ما يحدث لا يتقبله عقل ولا منطق!.
الإعتراف بالواقع ليس فضيحة، وإنما تشخيص يدفعنا إلى ضرورة إيجاد حلول جذرية، فمنذ ألف عام ونحن نطالب بتدشين ملعب جديد، ومنذ ألف عام ونحن نحذّر بأن جماهير الكرة الأردنية ستهجر الملاعب مرغمة وهي بدأت بذلك منذ سنوات، ولم يكلف أحداً خاطره بالبحث عن الأسباب وإيجاد الحلول الفورية، وكأن الإتحاد الأردني غير معني بالأمر، وبخاصة أن ريع المباريات من الحضور الجماهيري يذهبُ للأندية وليس للإتحاد، وهنا تكمن ضرورة إشهار رابطة الأندية المحترفة، لكن حتى الأندية لم تتفق على ما يحقق مصالحها!.
نحلم بالوصول إلى مونديال روسيا وسنبقى نحلم، وسنواصل العزف بـ "قربة مخزوقة، وسنستضيف البطولات ونحصل على العلامة الكاملة في التنظيم ، لكننا سنستفيق يوماً ونكتشف بأننا كنا نطارد خيط دخان، ونجد أنفسنا مجبورين على العودة للعب على ملعب المحطة!.