[بودكاست ]


 
 
ناهض حتر يكتب: حول الحملة الأردنية على السفيرة ويلز
بودكاست - Tuesday 23-09-2014 12:34

 

 

 

  Telescopejo.com : - احتج أحد الكتّاب، بشدة، على الحملة التي شتها أردنيون ـ وأنا منهم ـ واستهدفت السفيرة الأميركية لدى عمان، أليس ويلز، بسبب تساؤل نُسب إليها حول نسب المكونات الديموغرافية في الأردن. 
 
ما أدهشني هو حجم الغضب والتوتر والانفعال في مقالة الكاتب، مما لا يُنتظَر أن يصدر عن الناطق الرسمي باسم السفارة، حتى أنه وصف الحملة ضد السفيرة ويلز، بـ"الانحطاط"!
 
سنترك ذلك جانبا، ونسأل عما إذا كانت الحملة ضد ويلز، ضرورية أم لا؟ وعما إذا كانت تعبّر عن مخاوف موضوعية أم أنها مجرد هلوسة جمهور معاد للولايات المتحدة الأميركية، يقترح الكاتب عليه، تغيير أسلوبه من العداء إلى التفاهم.
 
أولا، ومن الناحية المهنية الصرف، فقد تم تداول كلام السفيرة ويلز، مدة أسبوع كامل، قبل أن أكتب ردا عليها. وهو وقت كاف تماما لقيام السفارة بالنفي والتوضيح، ولكنها لم تقم بذلك، مما يعني أن التصريحات صحيحة أو أن السفارة لا تهتم بالرأي العام الأردني. وبذلك، أصبح تساؤل السفيرة مطروحا على بساط البحث، ويحتاج إلى إجابة أردنية.
 
ثانيا، من الناحية السياسية، فإن إجابتي على سؤال السفيرة ويلز، تظل قائمة؛ فسواء قصدت أن اللاجئين في الأردن يشكلون 73 بالمائة أم 27 بالمائة، فإن الأردن يتحمل هذه الأعباء جراء السياسات الأميركية العدوانية في فلسطين والعراق وسوريا؛ بل إن كل ظواهر اللجوء في المشرق العربي ناجمة عن الحروب التي خاضها العدو الصهيوني بدعم أميركي أو الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة مباشرة، أم عن طريق دعمها ـ بواسطة حلفائها ـ للعصابات المسلحة لتحقيق أغراض سياسية في بلدان المنطقة.
 
ثالثا، إن التاريخ المفضوح، عبر وثائق ويكليكس، لنشاط السفارة الأميركية بعمان، لا يدع مجالا للشك بأن محور ذلك النشاط يدور حول المقاربات و" الإصلاحات" اللازمة للتدرج نحو صيغة ملائمة لقيام الوطن البديل في الأردن. ولا ننسى أن السفارة، والهيئات الأميركية، شجعت وتشجع العناصر والمجموعات ومراكز التمويل الأجنبي، على القيام بنشاطات في السياق نفسه، بما في ذلك الضغوط للتجنيس السياسي تحت ذرائع إنسانية أو نسائية.
 
رابعا، يشكل كل ذلك، دافعا قويا لإثارة الشكوك والهواجس بشأن تساؤل السفيرة، سواء أكان ساذجا أم خبيثا، خصوصا أن الأردنيين لا يثقون بالسياسات الأميركية، وأنهم يعايشون وقائع على الأرض تزيد من مخاوفهم على وطنهم وكيانهم وهويتهم، ولعله من واجب الكتاب والنشطاء الوطنيين، التعبير عن مخاوف أبناء شعبهم، وبث روح التحدي في صفوفهم، بدلا من روح الاستسلام للقَدر الأميركي المقدّس الذي يقترحها علينا كاتب توصّل إلى أن مقاومة الاستعمار الأميركي هي مجرد عبث نمارسه منذ ستين عاما بلا جدوى!
 
خامسا، في واقع الحال، فإن نسبة الأردنيين من المواطنين الأردنيين هي 57 بالمائة، ولكن نسبتهم إلى المقيمين ، المرشحين للإقامة الدائمة أو المرشحين للحصول على الجنسية الأردنية على مسار تصفية القضية الفلسطينية، لا يزيد عن الثلث، غير أن هذا الثلث هو صاحب الشرعية الوطنية التي لا تغيّرها النسب الديموغرافية. وهو ما ينبغي التذكير به دائما.
 
سادسا، أختم بسؤال أليس عجيبا أن الكاتب ـ وسواه ـ ممن كانوا غاضبين على مداخلات السفير السوري لدى عمان، بهجت سليمان، يرحبّون بحرارة بتدخلات السفيرة ويلز، وينبرون للدفاع العنيف عنها إلى درجة أن يصفوا منتقديها بالانحطاط؟

 

عرض التعليقات
أرسل تعليقك
الأسم
التعليق

تصفح في موقعنا

النشرة البريدية

كافة الحقوق محفوظة لوكالة بودكاست الاخبارية