اشتاقت الروح بعد طول الغياب رغبة في لقياك ، وداعبتني النفس بعد الهجر حنيناً لرؤياك ، وما كنت حينها أعلم أني أعبث بأحزاني ، والعبث ياصغيرتي ليس يجلب سوى الألم ............... ، هل يمكن لي أن أنساك ؟
ما زال هذا السؤال الأبدي الذي يراودني في صحوي وأحلامي ، فلم أعد أطيق اليوم الجلوس وحيداً في ذاك الركن الحزين الذي كان بالأمس القريب يجمعنا ، دون أن أتمايل على أنغام أغانيك البريئة ، وما عدت اليوم أستظل بجدائلك الشقراء تتطاير فرحاً حولي ، ولا بهمسك العذب تطلبين قصص الطفولة ، عندها فقط يا حبيبتي فهمت أن الطفولة هي البراءة والأمل الذي كان يعنيني ، لست أنساك إ،نه قدري ولست أعاتبه وكيف أعاتب فيه العمر ، كل السنين ما زلت أعانيها وتعانيني ، فما أجمل ذكراك تسرق مني عناء الحزن والشوق ، بم أرثيك وما بقي بالعين دمع لأهديك ، وما بقي بالحروف معنى ولا بالشعر وصف يغنيك ، أأهديك يا حبيبتي بقاياي أم حلمي المبعثر فوق أطلال لم أعد أستجمع منها سوى الذكرى ، لست أحمل منها سوى آه أصرخ بها كلما ضاق صدري ، ليتني وألف ليتني ألقاك ، وأبهج العين برسم طيفك في مآقيها الهزيلة ، وأُطرب مسامعي من لحنٍ كنا إذا ما الشتاء أدمانا نغنيه ، يا ليت النفس يا غاليتي تقنع بالقليل من ذكراك .............. وما عدت ، فأسميتها سميرة أو سمر فما عادت الأسماء تغريني .