[بودكاست ]


 
 
عمَان في عيون رجالاتها.................
بودكاست - Sunday 23-02-2014 07:04

 

 

                     بقلم : نصر الشقيرات
   عاش فيها ولم ينساها ، فما يزال الإنسان والمكان يقبعان في حنايا ذاكرته ؛ ليشعلن لديه الحنين والأشواق التي هزت أنامله ، راسمة بحروف من نور سيرة عقود مضت لم تلتفت إليها جهود الكثيرين ممن دونوا العديد من المؤلفات عن العاصمة الحبيبة عمان
  كل ذلك دفع الدكتور " موفق عادل خزنة كاتبي " وهو الإنسان والطبيب الذي لازم الإقامة في محطتها طيلة عقود مضت ، أن يجعل من كتابه "محطة عمان في الأربعينيات من القرن الماضي كما عشتها وعرفتها " سجلاً شاملاً لتاريخ هذه المدينة ، ليس في جانبها المادي " المعماري والتخطيطي " الذي أغناه فحسب ، بل حظي الإنسان والزائر العمَاني - على حد سواء - باهتمام شديد لديه محاولاً أن يبرز ملامح النشاط الاجتماعي والاقتصادي المعاشي واليومي لحياة الجميع في هذه المدينة . 
 لقد تنقلت ذاكرته في الأسواق والشوارع والمباني وحتى الأندية الرياضية ؛ ليرصد بدقة المؤرخ جميع الفعاليات فيها ، مستفيضاً بحديثه عن العادات والتقاليد والأنشطة الخاصة بأهل هذه المدينة ، لاسيما أن مؤلفنا الكريم ، يسوق لنا هذا الواقع من ذكريات لازمته عبر العديد من المراحل ... فمنذ الطفولة ومروراً بمرحلة الشباب التي تبلورت فيها لديه الكثير من الاهتمامات التي أثرت في الجانب الصحي بالمدينة عمان عندما قرر وهو الذي عانى وأسرته بسبب سوء الأحوال الصحية والاهتمامات الطبية آنذاك ألم فقدان إحدى شقيقاته وهي لم تزل طفلة ترنو بعين الأمل نحو مستقبل لم يعطها ما أعطى غيرها من الأطفال عندما سلبها الحياة ؛ ليقرر على إثر هذه الحادثة أن يدرس الطب ، فتنقلنا ذاكرته كطبيب ومعاصر في محطة عمان إلى مؤلف آخر هو " خمسون سنة في مهنة الطب العام " للكثير من الذكريات والحقائق التي تعالج العديد من الأوضاع ، وكعادته في معظم مؤلفاته فإنه يسعى دائما أن يضيف إليها ما يستقيه من ذاكرته التي تجول بنا هذه المرة في الإنسان العمَاني ، عندما أخذ يترجم للعديد من أبرز رجالاتها وهو أحدهم ، معتمداً في ذلك على علاقته الشخصية والمباشرة مع الكثير منهم والذين التقاهم في عيادته أو في الأندية والتجمعات الثقافية الكثيرة التي لم تمنعه مهنته على الرغم من شدة أسرها لمعظم وقته من المشاركة فيها والتفاعل مع المحيط الذي ألفه وأثر فيه ، محاولاً ومن خلال استجماع هذه الذكريات أن يضع القارىء في صورة حية لواقع المدينة في تلك الفترة مرفقا العديد من الصور الفوتغرافية النادرة ؛ لتوثيق هذه الحقائق التي يذكرها مما يضيف أهمية موضوعية للنصوص التي يدونها .  فلله درك ياعمان ما أروعك .. فما زلت شذاً وعبقا تفوح به أفواه وذاكرة من أحبك ، ولله در رجالك ما أعظمهم وأوفاهم ، فلهم منا أجمل تحية .  

عرض التعليقات
أرسل تعليقك
الأسم
التعليق

تصفح في موقعنا

النشرة البريدية

كافة الحقوق محفوظة لوكالة بودكاست الاخبارية