[بودكاست ]


 
 
  • العربية
  • اليمن: الحوثي يهيمن وهادي لم يعد ومبادرة لتحقيق أهداف عاصفة الحزم
اليمن: الحوثي يهيمن وهادي لم يعد ومبادرة لتحقيق أهداف عاصفة الحزم
بودكاست - Wednesday 22-04-2015 23:35

خلاصة الخلاصات وحيدة، وهي بقاء اليمن معضلة للجميع: قوى سياسية واجتماعية وجار قوي أوقف للتو وبشكل مفاجئ "عاصفة الحزم" مؤكدا أنها حققت أهدافها.
في تطور لم يعلن الحوثيون موقفا منه قال مصدر سعودي، أمس إن الجماعة "وافقت على كل المطالب التي فرضها مجلس الأمن الدولي تقريبا"، وهو الأمر الذي أدى إلى الإعلان عن تحول عمليات عاصفة الحزم التي تقودها السعودية إلى عمليات "إعادة الأمل،" بعد تحقيق جميع الأهداف بحسب ما أعلنه الناطق باسم التحالف، العميد أحمد العسيري.
وتابع المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، حسبما أوردت "سي ان ان " إن الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح وعائلته وافقوا على مغادرة اليمن وعدم العودة إليها مطلقا لمنصب سياسي.
وكان مسؤولون سعوديون أكدوا أن عمليات عاصفة الحزم والغارات التي ينفذها طيران التحالف أدت إلى تقليص قدرات مسلحي الحوثيين والبنى التحتية بما فيها مبان كانت تسيطر عليها في العاصمة اليمنية، صنعاء.
ويلفت مراقبون الى ان الرياض اعلنت الانتصار في "عاصفة الحزم"، "لكن الحوثي بقي على الارض مهيمنا وفي صنعاء خصوصا، وحليفه المخلوع علي عبدالله صالح بلا عقاب، فيما ما يزال الرئيس المعترف عبد ربه منصور هادي، منفيا".
أمّا ايران، التي اعلنت عن وقف "عاصفة الحزم" قبل المتحدث السعودي، فيرى المراقبون أن وزير خارجيتها محمد جواد ظريف تلقى اتصالاً من نظيره الاميركي جون كيري، قال مسؤول اميركي لاحقا إن بلاده لا ترى مصلحة في توسع دائرة التوتر في المنطقة، وإنها سوف تسارع الى التواصل مع السعودية لأجل وقف الحرب مقابل تعاون في سبيل إطلاق العملية السياسية.
وحسب المراقبين، فإن تطورات عدة شكلت عنصر ضغط على الرياض تمثلت في نفاد الاهداف العسكرية، وأن الامر صار صعباً، ما يعني بدء النقاش حول ضرورة القيام بعمل بري. واتبعتها بانخراط قوات الحرس الوطني السعودي في "عاصفة الحزم".
وكانت الرياض قد تلقّت تأكيدات من حلفائها برفض العمل البري.
وتحدثت مواقع اخبارية عن مبادرة عُمانية من 7 نقاط لحل الأزمة اليمنية، لا تخرج بنودها عن الأهداف المعلنة لعاصفة الحزم.
وتتضمن المبادرة العمانية، انسحاب الحوثيين وقوات صالح من جميع المدن وإلزامهما بإعادة العتاد العسكري للجيش، وعودة السلطة الشرعية إلى اليمن برئاسة عبدربه منصور هادي، والمسارعة بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت، اضافة الى التوافق على حكومة جديدة تضم جميع أطياف الشعب اليمني وأحزابه. كما تتضمن المبادرة أن تتحول جماعة الحوثي إلى حزب سياسي يشارك في الحياة السياسية بطرق شرعية، وعقد مؤتمر دولي للمانحين لمساعدة الاقتصاد اليمني، وضم اليمن ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي. وأمس، طالب الحوثيون امس بوقف كامل للضربات التي تنفذها قوات التحالف العربي ضدهم في اليمن وبعد ذلك باستئناف الحوار الوطني برعاية الامم المتحدة، وذلك في ظل استمرار تنفيذ غارات على مواقع المتمردين غداة اعلان التحالف انتهاء عملية "عاصفة الحزم".
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في بيان "نطالب، وبعد التوقف التام للعدوان الغاشم على اليمن وفك الحصار الشامل على الشعب، باستئناف الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة من حيث توقف جراء العدوان".
وشنت مقاتلات التحالف الاربعاء غارات جديدة على مواقع للحوثيين في جنوب اليمن كما استمرت المواجهات على الارض بالرغم من اعلان انتهاء عملية "عاصفة الحزم" التي انطلقت في 26 اذار/مارس.
وقال عبد السلام في بيانه "نؤكد على ضرورة ايقاف العدوان بشكل نهائي وتام وفك الحصار عن الشعب اليمني بشكل كامل، وهو ما لم يحصل حتى الآن حيث الغارات الجوية مستمرة، والحصار مستمر".
كما اكد المتحدث باسم الحوثيين ان الحوار الوطني السابق والذي تضمنت نتائجه تحويل اليمن الى دولة فدرالية من ستة اقاليم، يبقى "مرجعية توافقية" لاستئناف العملية السياسية، وكذلك اتفاق "السلم والشراكة" الذي وقت عليه الاطراف بعد ساعات من سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 ايلول/سبتمبر.
وأمس، قال متحدث رئاسي في واشنطن، انه لن يكون هناك حل عسكري للمشاكل في اليمن، داعيا لاستئناف غير مشروط لمفاوضات تشمل جميع الأطراف.
وكانت السعودية أعلنت الثلاثاء، انتهاء حملة الضربات الجوية التي استمرت قرابة شهر واستهدفت الحوثيين الذين سيطروا على مساحات كبيرة من اليمن قائلة ان الحملة حققت أهدافها. وكانت متحدثة ايرانية قالت ان اتصالات هاتفية جرت بين واشنطن وطهران في الايام الاخيرة.
وشنت مقاتلات التحالف العربي امس، غارات جديدة على مواقع للحوثيين في جنوب اليمن حيث استمرت المواجهات على الارض بالرغم من اعلان التحالف الذي تقوده السعودية انتهاء عملية "عاصفة الحزم"، بحسبما افاد مصادر عسكرية ومحلية لوكالة فرانس برس.
وذكر ضابط في الجيش لوكالة فرانس برس ان غارات استهدفت مقر اللواء 35 مدرع الذي سيطر عليه الحوثيون في وقت سابق الاربعاء في شمال تعز (جنوب صنعاء)، كما استهدفت مواقع لهم بالقرب من السجن المركزي في جنوب غرب المدينة.
وفي وقت لاحق، استهدفت غارات اخرى مواقع للحوثيين في منطقة الوهط بين محافظتي لحج وعدن في جنوب اليمن.
وهي اول غارات للتحالف بعد الاعلان عن انتهاء "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية والتي انطلقت في 26 اذار/مارس.
وتمكن المتمردون الحوثيون الزيديون صباح الاربعاء من السيطرة على مقر اللواء 35 مدرع الموالي للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي عند الاطراف الشمالية لتعز بحسبما افاد المصدر العسكري.
وقال المصدر، وهو ضابط من اللواء الذي كان يواجه الحوثيين وحلفاءهم منذ اسابيع في المدينة، ان مقر اللواء في شمال تعز سقط "في اعقاب معارك عنيفة استخدمت فيها دبابات واسلحة من جميع العيارات"، مقدرا الضحايا بـ"عشرات القتلى والجرحى".
وفي نفس الوقت، استمرت المواجهات المسلحة الاربعاء في عدة مدن بجنوب اليمن بين الحوثيين و"المقاومة الشعبية" المناهضة لهم بحسب مصادر محلية.
وذكرت المصادر ان المواجهات استمرت حتى بعد ظهر الاربعاء في عدن، كبرى مدن الجنوب، وفي تعز والضالع والحوطة عاصمة محافظة لحج.
من جهته، رحب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الحليف الرئيسي للمتمردين الحوثيين والذي يعد القوة الحقيقية وراء صعودهم المثير منذ 2014، باعلان التحالف العربي انتهاء عملية "عاصفة الحزم" واكد انه يتطلع الى استئناف الاطراف اليمنية للحوار.
وقال صالح في تعليق على صفحته على فيسبوك نقله موقع حزبه "كان قرار الضربات والعدوان على اليمن مستنكرا ومرفوضا كما أن قرار وقفها وانهاء العدوان مرحب به" مضيفا "نرجو أن يشكل نهاية تامة لخيارات القوة والعنف وإراقة الدماء وبداية لمراجعة الحسابات وتصحيح الأخطاء وأن يتساعد الجميع للعودة إلى الحوار".
وفي مؤشر قد يدل على مزيد من الليونة على المستوى اليمني الداخلي، افرج الحوثيون عن وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي وعن شقيق الرئيس عبدربه منصور هادي وعن مسؤول عسكري آخر. ويعتقد المراقبون، أن تحالف صالح مع الحوثيين مثل تحالفه مع الإصلاح سابقا هو تحالف مصلحة ولا يعني دعما للأيديولوجية التي يدعو إليها الحوثيون.
لكن المراقبين يرون أن المسار لا يمضي في صالح الرئيس المخلوع ولا في صالح مقامرته للعودة إلى السلطة. كما أن السعوديين يواجهون مشكلة وكذا الحوثيين.
فالبنسبة لصالح هناك دعوات لمحاكمته لجرائم ارتكبها أثناء الثورة اليمنية عام 2011 مع أن المبادرة الخليجية أعطته الحصانة من المحاكمة وسمحت له بالبقاء في اليمن لا الخروج منه. وفي الأشهر الأخيرة فرضت الأمم المتحدة عقوبات عليه وعلى نجله أحمد، السفير السابق في دولة الإمارات.
وفي الوقت الحالي تبدو اللجان الشعبية أكثر تنظيما وتحول الرئيس هادي إلى رمز حيث نسيت فترة حكمه وعجزه عن إدارة البلاد. ومن هنا فقد أجل الحراك الجنوبي فكرة الانفصال وتحالف مع اللجان الشعبية لمواجهة العدو المشترك. أما السعوديون الذين يحاولون هزيمة الحوثيين والرئيس السابق فهم في أزمة، حسب المراقبين، الذين لفتوا الى ان المتحدث باسم التحالف  أحمد العسيري، دعا القبائل اليمنية للتحرك وهدد باستهداف من يقدم الحماية للحوثيين.
ويفسر مراقبون هذه الدعوة بأنها محاولة لخلق "صحوات يمنية" على غرار الصحوات العراقية التي أسهم الأميركيون بإنشائها في  2007 لمواجهة تنظيم القاعدة.
ولفتوا الى أن الدعم قليل للحملة السعودية خارج نطاق القبائل والميليشيات في الجنوب، مشيرين إلى أن ما ينساه السعوديون وغيرهم أن السياسة في اليمن تظل "محلية" فما يشغل بال القبائل هو الأمن وتحسين الاقتصاد وبناء المدارس وغير ذلك. ويعتقد مراقبون "أن الحوثيين الذين ارتكبوا ممارسات إرهابية واستفزازية لم يكونوا لينجحوا لولا الدعم التكتيكي من عدوهم اللدود القديم. ومن هنا فان الصراع في اليمن هو تعبير عن معركة حامية بين قبائل وطوائف متعددة وإلقاء اللوم على إيران بإثارة كل المشاكل ليس عدلا".

عرض التعليقات
أرسل تعليقك
الأسم
التعليق

تصفح في موقعنا

النشرة البريدية

كافة الحقوق محفوظة لوكالة بودكاست الاخبارية