[بودكاست ]


 
 
  • العربية
  • نُذر التدخل البري تتكاثف في سماء اليمن
نُذر التدخل البري تتكاثف في سماء اليمن
بودكاست - Sunday 05-04-2015 20:52

تتكاثف نذر التدخل البري في المشهد اليمني في مسعى لحسم المعركة ضد مليشيات الحوثي وحليفها علي عبدالله صالح، ميدانيا، خصوصا وأنّ تقييمات استخباراتية متطابقة تؤكد، أن عودة الاستقرار إلى اليمن على الأمد المتوسط ضعيفة، بينما يواصل الحوثيون مسعاهم لإخضاع عدن ذات القيمة الرمزية العالية.
اليمن يتشظى ويتفتت إلى كيانات محلية، واقع يعتبره المحللون، محفزا لقرار التدخل البري خصوصا مع وجود تنظيمات متشددة.
وعلى الرغم أنّ العسكريين السعوديين يستبعدون خيار التدخل البري حاليا، لكنّهم يفضلون ترك الباب مفتوحاً أمام مختلف الاحتمالات، وهو موقف يتناسب مع تأكيدات المتحدث باسم عملية "عاصفة الحزم"، العميد طيار أحمد عسيري، بأنّ العمل البري "ممكن إذا ما دعت الحاجة إليه".
يقول المحللون إنّ "الحوثيين ومعهم قوات علي عبدالله صالح، يحاولون جرّ قوات التحالف إلى مواجهة برّية، لأنّها باعتقادهم ستكون في صالحهم".
في المقابل، يبدو أنّ القادة العسكريين السعوديين غير متحمسين لذلك؛ كونهم يعرفون أن الوقت لم يحن بعد لمثل هذا التحرك. وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر عسكرية أنّ الحديث عن تدخل برّي مباشر ما يزال مبكراً، طالما أنّه لم يتم القضاء على كامل أسلحة الحوثيين الثقيلة.
ويشير ضابط سابق رفيع الشأن في الجيش السعودي، إلى حرب تحرير الكويت، إذ لم تتدخل القوات البرية فيها إلا بعد 40 يوماً من القصف الجوي المكثف، والحال كذلك بالنسبة لحرب غزو العراق العام 2003.
ويوضح أنّه "في الحرب البرّية تاريخياً يكون أصحاب الأرض متفوقين على الجيش المهاجم بضعفين، كونهم يتفوقون من ناحية التكتيك"، مشيراً إلى أنّ "حرب العصابات تستنزف الجيوش وتضعف قدراتها وتجعل أمر حسم المعركة لا ينتهي إلا بانسحاب الجيش المهاجم مهما طال الزمن.
وبالتالي، فإنّ أي تدخل برّي يجب أن يكون من خلال "اللجان الشعبية" وفرق الجيش التي تدعم عملية "عاصفة الحزم"، ولعلّ هذا ما يفسر الدعم اللوجستي والأسلحة التي تُسقطها طائرات التحالف في عدن إلى "اللجان الشعبية"، حسب المحللين.
وإذ يؤكد العميد العسيري أن "عاصفة الحزم" تسير حتى اللحظة بشكل جيد، وتؤتي الضربات الجوية ثمارها، يرى المحللون أنه "لا يمكن معرفة الهدف الشامل للعمليات الجوّية الحالية باستثناء القادة العسكريين، وتحقيق هذا الهدف هو ما يحدد ضرورات التدخل البرّي، هذا ما يؤكّده الخبير الاستراتيجي طراد العمري، الذي يشدّد على أنّ "التدخل البرّي هو أكثر مراحل المعركة حساسية".
ويقول "كل حرب لها أهداف معلنة، وأخرى غير معلنة، وقائد المعركة هو من يحدّد طريقة الحرب، والقوات البرّية تشكّل جزءاً من الحملة العسكرية". ويوضح أنّ "الخطة المعلنة حالياً هي قصف جميع الأهداف والأسلحة الثقيلة والمضادات التي تعطي للمتمرّدين الحوثيين الأفضلية على القوات الموالية للشرعية". ويضيف "هناك مجموعة من القوّات الموالية قادرة على السيطرة على الأرض، فالشعب اليمني مسلح بالكامل، وأي شخص في اليمن هو جندي، ولكن سيطرة الحوثيين على مفاصل كثيرة من الجيش النظامي بمساعدة من الرئيس المعزول علي عبدالله صالح وقواته، تجعل ميزان القوى في غير صالح الرئيس هادي، وبالتالي ما يساعد قوات التحالف الآن هو ما يسمى باللجان الشرعية والألوية المساندة للشرعية". ويرى المحللون أنّ السيناريو الأفضل والمرجّح، في حال تم اللجوء إلى خيار التدخل البرّي، هو الاعتماد على القوات اليمنية الموالية للشرعية على الأرض وليس الاعتماد على "اللجان الشعبية" "لكي لا يتكرر سيناريو أفغانستان"، مشددين على أنّ "أي اعتماد يجب أن يكون على الموالين من الجيش النظامي".
المحللون يرون أن التدخّل البري في اليمن لم يعد مجرّد احتمال، إذ بحث اجتماع رؤساء هيئات الأركان العامة لدول في تحالف "عاصفة الحزم"، الأسبوع الماضي في الرياض، مقترحات بإيفاد قوات مقاتلة على الأرض في اليمن، وتكوين قوات تدخل سريع، لتكون جاهزة للحدّ من سقوط عدن في يد الحوثيين". كذلك تردّد أن السودان أعد قواتٍ لنقلها إلى اليمن في أي لحظة.
من جهته، أعلن الرئيس المصري
عبد الفتاح السيسي أن "بلاده لن تتخلى عن أشقائها في الخليج، وستقوم بحمايتهم إذا تطلب الأمر". وأوضح السيسي، في تصريحات للصحفيين عقب اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن "مضيق باب المندب قضية أمن قومي مصري وعربي". مع العلم أن المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، أكد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التي تسيطر عليها المليشيا، أنه "سبق وأوضحنا للقيادة المصرية والشعب المصري أن اليمن حكومة وشعباً، أبديا استعدادهما للدخول في نقاشات مباشرة لإزالة المخاوف، في ما يخص مضيق باب المندب وتأثيراته على الملاحة الدولية".
في المقابل، تواصل إيران محاولات احتواء الأزمة. وفي السياق، سلّم رئيس الدائرة العربية والأفريقية في الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، رسالة لوزير الخارجية العماني يوسف بن علوي من الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، ذكر خلالها أنه "من الضروري تقديم المساعدة لوقف العمليات العسكرية في اليمن". ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن
عبد اللهيان قوله إنه "أبلغ الوزير العماني ضرورة العمل للوقوف بوجه توسيع رقعة الحرب في المنطقة، ودعم تركيز جميع الأطراف على الحوار وطرح حلول سياسية لأزمة اليمن".
في الأثناء، يتحدث خبراء عسكريون عن تفاصيل ومسالك يمكن أن تتبعها قوات "عاصفة الحزم"، للدخول إلى اليمن، وفي مقدمتها جبهة صعدة الحدودية مع السعودية، التي تُعتبر معقل الحوثيين الأول، وفيها العديد من معسكراتهم.  أما الجبهة الثانية، حسب الخبراء، فتمرّ عبر محافظة الجوف الحدودية مع السعودية، الواقعة إلى الشرق من صعدة، وتخضع مساحات شاسعة فيها لسيطرة الحوثيين، مع وجود جيوب مقاومة عنيدة مناوئة لهم. وفي الجبهة الثالثة، يُمكن العبور براً عبر محافظة حجة، غرب صعدة، المحاذية للسعودية أيضاً، ويمكن الزحف اليها براً وبحراً. وبالنسبة للجبهة الرابعة، فقد تكون محافظة الحديدة ذات الشريط الساحلي الطويل على البحر الأحمر، والتي يُمكن إنزال قوات برية فيها عن طريق البحر، ومن ثم التوجه نحو صنعاء.
أما الجبهة الخامسة، فهي محافظة تعز، وينطبق عليها ما ينطبق على الحديدة، لكونها تمتلك شريطاً ساحلياً على البحر الأحمر، وصولاً إلى مضيق باب المندب، جنوبي غرب البلاد.
وتُعدّ محافظة مأرب الجبهة السادسة، وهي أقوى الجبهات المحتملة حالياً، لكونها استعصت على توسّع الحوثيين، وتوجد فيها نواة جيش شعبي مناوئ لهم، يملك عتاداً لا بأس به، وقد عسكر هذا الجيش في منطقة المطارح منذ أشهر.

عرض التعليقات
أرسل تعليقك
الأسم
التعليق

تصفح في موقعنا

النشرة البريدية

كافة الحقوق محفوظة لوكالة بودكاست الاخبارية