[بودكاست ]


 
 
إسرائيل تنتخب التطرف والعنصرية
بودكاست - Wednesday 18-03-2015 23:08

انتخب الإسرائيليون التطرف، بتصويتهم لصالح حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، كقاعدة لحكومة يمينية متشددة.
وخلافا لكل التوقعات التي سبقت الانتخابات، يبدو نتنياهو الذي اعلن فوزه منذ مساء أول من أمس في موقع يسمح له بتشكيل الحكومة المقبلة لولاية ثالثة على التوالي، والرابعة إذا أضيفت فترة ترأسه الحكومة بين العامين 1996 و1999.
وتعهد نتنياهو أول من أمس في زيارة قام بها لحائط البراق بعد تحقيقه الانتصار بأنه سيقوم بكل ما بوسعه لضمان الرخاء والامن للاسرائيليين.
وأعرب نتنياهو أمس عن أمله بتشكيل حكومة جديدة خلال اسبوعين او ثلاثة اسابيع من الانتخابات التشريعية التي انتهت بفوزه، بحسب بيان صادر عن حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه.
وقال البيان إن "رئيس الحكومة يريد ان يبدأ بتشكيل الحكومة فورا بهدف الانتهاء من هذه المهمة خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع".
واعترف رئيس حزب العمل الإسرائيلي اسحق هرتزوغ بفوز نتنياهو في الانتخابات التشريعية وتمنى له "التوفيق"، مستبعدا الانضمام إلى حكومة وحدة وطنية يشكلها نتنياهو.
ونقلت المتحدثة عن هرتزوغ اثناء اجتماع لاعضاء تحالفه (يسار وسط) الذي هزم امام الليكود اليميني بزعامة نتنياهو أن البقاء في "المعارضة هو الخيار الوحيد الواقعي لدينا".
وحصل حزب الليكود على 30 مقعدا من أصل 120 في البرلمان، خلافا لاستطلاعات الرأي التي جرت الأسبوع الماضي والتي قالت إن الليكود تراجع، بينما حاز الاتحاد الصهيوني المنافس لنتنياهو بزعامة هرتزوغ على 24 مقعدا.
وبعد أن تعلن النتائج الرسمية للانتخابات، سيكون أمام الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين سبعة أيام لاختيار من سيكلفه تشكيل الحكومة.
وأمام الأخير 28 يوما لتشكيل ائتلافه. ويستطيع الرئيس إذا اقتضت الضرورة تمديد هذه الفترة 14 يوما.
وأنتجت أحداث الأيام الأربعة الأخيرة قبل الانتخابات، انقلابات في داخل كل معسكر، فزاد حزب "الليكود" الحاكم قوته بنسبة 50 % بالمقاعد، على حساب حلفائه في اليمين المتطرف.
وبلغت نسبة المشاركة في التصويت، حوالي 71,5 % بزيادة 4 % عن انتخابات العام 2013، وهي النسبة الأعلى في سنوات الألفين، فيما ساهم ارتفاع نسبة التصويت بين العرب، بحوالي 10 % في رفع نسبة التصويت العامة، مقابل ارتفاع التصويت عند اليهود بحدود 3 % عن الانتخابات السابقة.
وحلّت في مكانة القوة الثالثة في الكنيست، وفق النتائج المعلنة حتى مساء أمس، "القائمة المشتركة" لفلسطينيي 48، التي حصلت على 14 مقعدا، إلا أن المقعد الأخير ليس مضمونا، يليها حزب "يوجد مستقبل" الذي حصل على 11 مقعدا.
ورغم خسارته 8 مقاعد عن الانتخابات السابقة، إلا أن زعيم الحزب يائير لبيد وأنصاره اعتبروا النتيجة إنجازا كبيرا، واحتفلوا بها، لكون استطلاعات الرأي قبل أشهر كانت تتوقع حصول هذا الحزب الناشئ في نهاية 2012 على ما بين 7 إلى 8 مقاعد.
وحلّت قائمة "كلنا" برئاسة موشيه كحلون، المنشق عن حزب الليكود، في المرتبة الرابعة، بحصولها على 10 مقاعد، ليكون الشريك الأكبر لحكومة نتنياهو المقبلة.
وتلقى حزب المستوطنين "البيت اليهودي" ضربة "قاسية"، بحصوله على 8 مقاعد، وخسارته 4 مقاعد عن الانتخابات السابقة، ذهبت لصالح حزب "الليكود"، بعد أن نجح تصعيد نتنياهو لخطابه المتطرف في الأسبوع الأخير من الانتخابات، وإعلانه رفض اقامة الدولة الفلسطينية، في اكتساح حزب "البيت اليهودي" في مستوطنات الضفة.
وفي إطار معسكر التطرف، فقد جاءت الضربة المتوقعة لحزب "يسرائيل بتيتنو" بزعامة أفيغدور ليبرمان، أقل مما كان متوقعا له، وحصل على 6 مقاعد، شبه ثابتة، مقابل 11 مقعدا في الانتخابات السابقة.
وتلقى المتدينون المتزمتون "الحريديم" ضربة قاسية، بخسارة كتلتيهما مجتمعتين 5 مقاعد، بفعل عدم اجتياز قائمة "ياحد" بزعامة المنشق عن "شاس" نسبة الحسم، إيلي يشاي، وكانت القائمة على حافة النسبة، حيث حصل حزب "شاس" للمتدينين الشرقيين على 7 مقاعد، بدلا من 4 في الانتخابات السابقة، في حين حصلت قائمة "يهدوت هتوراة" للمتزمتين الغربيين "الأشكناز" على 6 مقاعد، بدلا من 7 في الانتخابات السابقة.
كما تلقى حزب "ميرتس" اليساري الصهيوني، ضربة، بهبوط عدد مقاعده إلى 4 مقارنة بـ 6 مقاعد في الانتخابات السابقة، إلا أنه قريب من المقعد الخامس، الذي قد يستعيده بعد فرز الأصوات في الصناديق المتنقلة.
وأعلنت رئيسة الحزب رهافا غلؤون، أنه في حال لم يحصل حزبها على المقعد الخامس، فإنها ستستقيل من عضوية الكنيست فورا، إلا أن نواب حزبها، بمن فيهم المستفيدة من استقالتها، طالبوها بالتراجع عن قرارها.
أما على مستوى فلسطينيي 48، فهناك تخوف من خسارة المقعد الـ14 بفارق أصوات هشة نسبيا، إلا أن هذا لم يمنع حقيقة أن القوة الوحدوية لفلسطينيي 48 حققت انجازا كبير، يفوق بقيمته المقعدين الاضافيين، فأجواء الوحدة، البعيدة عن الصراعات والمشاحنات الداخلية، رفعت نسبة التصويت بين فلسطينيي 48 من 56 % في الانتخابات السابقة 2013 إلى 66 %، في حين حصلت القائمة المشتركة على ما يزيد عن 81% من الأصوات العربية، بزيادة 4 %، جاءت على حساب الأحزاب الصهيونية.
وتضمم القائمة الجديد النواب، أيمن عودة (جديد)، مسعود غنايم، جمال زحالقة، أحمد طيبي، عايدة توما سليمان (جديدة)، عبد الكريم حاج يحيى (جديد)، حنين زعبي، دوف حنين، طلب أبو عرار، يوسف تيسير جبارين (جديد) باسل غطاس، أسامة سعدي (جديد)، وعبد الله أبو معروف (جديد)، أما المقعد الرابع عشر غير المضمون، فهو جمعة الزبارقة (جديد).
وظهر نتنياهو كمنتصر أمام جمهوره، الذي هتف فورا، "لا نريد وحدة.. لا نريد وحدة"، بقصد رفضهم لتشكيل حكومة مع قائمة "المعسكر الصهيوني"، في حين أعلن أنه معني بتشكيل حكومة في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وقال، إنه تلقى تفويضا من الشعب وهناك قضايا أمنية واقتصادية تستوجب الإسراع في استقرار الحكم.
وفي المقابل، فقد أغلق رئيس حزب "العمل" ورئيس قائمة "المعسكر الصهيوني" يتسحاق هيرتسوغ، هو أيضا من ناحيته، الباب أمام احتمال تشكيل حكومة واسعة، إذ قال في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية، إنه سيواصل إلى جانب تسيبي ليفني، "العمل من أجل مجتمع عادل، وأفق سياسي، ومن أجل الديمقراطية الإسرائيلية، ومن أجل دولة يهودية ديمقراطية".
ويبقى السؤال هو نوع التحالف الذي سيختاره نتنياهو لتشكيل ائتلافه الحكومي في حال اوكل ريفلين إليه مهمة تشكيل الحكومة، اما ائتلاف يميني متطرف سيؤدي إلى زيادة تعقيد العلاقات المتوترة بالفعل مع المجتمع الدولي أو ائتلاف سيؤدي إلى تشكيل حكومة وفاق وطني بالتحالف مع حزب العمل.

عرض التعليقات
أرسل تعليقك
الأسم
التعليق

تصفح في موقعنا

النشرة البريدية

كافة الحقوق محفوظة لوكالة بودكاست الاخبارية