[بودكاست ]


 
 
  • العربية
  • 4 أعوام على الحرب في سورية: ربع مليون قتيل و13 مليون مهجر
4 أعوام على الحرب في سورية: ربع مليون قتيل و13 مليون مهجر
بودكاست - Monday 16-03-2015 06:31

بعد 4 سنوات من أزمة ممتدة يبدو انقاذ سورية متقدما على كل ما سواه من اعتبارات، بفعل تدخل أجندات خارجية، منعت تبلور موقف موحد للسوريين نظاما ومعارضة، وسط وضع إنساني مأساوي للنازحين داخل سورية واللاجئين خارجها، بينما لا يبدو ان سورية سترتاح من أزماتها في أي وقت قريب والأمل بالسلام يبقى هزيلا.
وأمس دخل النزاع في سورية عامه الخامس بكارثة إنسانية متفاقمة ونظام متمسك بالسلطة في مواجهة مجموعات مسلحة مشتتة من المعارضة بينما باتت الأسرة الدولية منشغلة بفظائع تنظيم داعش.
ودانت منظمات غير حكومية دولية هذا الاسبوع "فشل" حكومات العالم في ايجاد مخرج للحرب التي اودت حتى الآن بحياة أكثر من 215 ألف شخص ودفعت نصف السكان الى الهرب خلال اربع سنوات.
وصورة التظاهرات السلمية التي بدأت في 15 آذار (مارس) 2011 انتهت منذ فترة طويلة.
فالحراك ضد النظام تعسكر في مواجهة القمع الى ان تحول حربا معقدة بين القوات السورية ومختلف المجموعات المسلحة المعارضة وتنظيمين متطرفين احدهما "داعش".
اما الجهود الدبلوماسية فتراوح مكانها بعد جولتين من المفاوضات بين النظام والمعارضة لم تسفرا عن أي نتيجة تذكر. وقد تخلى موفدان خاصان عن مهمتهما بينما يحاول الثالث من دون جدوى التوصل الى تجميد القتال في حلب كبرى مدن الشمال السوري.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويؤكد انه يعتمد على شبكة من الناشطين على الارض، فان 215 ألفا و518 شخصا قتلوا خلال نزاع مستمر منذ اربع سنوات، حوالي ثلثهم من المدنيين ومن بينهم أكثر من عشرة آلاف طفل.
وحذرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة من "المنعطف الخطير" الذي تتخذه الازمة لان حوالي مليوني سوري تقل اعمارهم عن 18 عاما "يمكن ان يصبحوا جيلا ضائعا".
وداخل سورية نفسها هناك أكثر من سبعة ملايين نازح بينما يعيش نحو ستين في المائة من السكان في الفقر. بينما وصل عدد اللاجئين السوريين إلى ستة ملايين لأجئ مع اواخر العام الماضي.
وقد دمرت البنى التحتية ما أدى الى نقص حاد في الكهرباء والمياه وحتى المواد الغذائية في المناطق المحاصرة.
ومجموعات المعارضة المسلحة تبدو مشتتة اكثر من اي وقت مضى اذ اضعفها التفوق العسكري للقوات النظامية التي تستهدفها بالبراميل المتفجرة وتتلقى الدعم من حلفاء من الخارج مثل حزب الله اللبناني.
ونفى الاسد استخدام قواته لتلك البراميل المتفجرة بالرغم من الادلة المقدمة من قبل مجموعات غير حكومية عدة.
اما الدول الغربية التي طالبت برحيل الاسد عن السلطة في العام 2011 فاصبحت اليوم اقل حدة تجاهه اذ انشغلت بصعود تنظيم الدولة الاسلامية، الذي ينظر اليه اليوم على انه التنظيم الارهابي الاكثر خطورة والأكثر تمويلا في العالم. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال بوضوح ان اولوية واشنطن اليوم هي الاطاحة بتنظيم الدولة الاسلامية.
واقر وزير الخارجية الأميركي جون كيري بانه سيكون على الولايات المتحدة ان تتفاوض مع الرئيس السوري بشار الاسد لانهاء الحرب في سوريا التي تدخل عامها الخامس.
وقال كيري في مقابلة اجريت السبت ان "حسنا، علينا ان نتفاوض في النهاية. كنا دائما مستعدين للتفاوض في إطار مؤتمر جنيف 1"، مضيفا ان واشنطن تعمل بكل قوة من اجل "احياء" الجهود للتوصل الى حل سياسي لانهاء الحرب.
وقال كيري لمحطة سي بي اس ان "الاسد لم يكن يريد التفاوض". واضاف، ردا على سؤال حول استعداده للتفاوض مع الاسد، "اذا كان مستعدا للدخول في مفاوضات جدية حول تنفيذ مخرجات جنيف 1، فبالطبع، اذا كان الشعب مستعدا لذلك. وما نضغط من اجله هو ان نحثه على ان يفعل ذلك".
واضاف كيري في مقابلة، سجلت خلال تواجده في شرم الشيخ في مصر، ان الحرب السورية "هي واحدة من اسوأ المآسي التي يشهدها اي احد منا على وجه الارض".
وشدد على انه بالرغم من التحدي الذي يواجهه التحالف الدولي بقيادة اميركية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا، فان واشنطن لا تزال تركز على انهاء الحرب الاهلية السورية.
وتابع "اننا نعزز من جهودنا بطريقة فعالة جدا، ونعمل مع المعارضة المعتدلة، ونقوم بما هو اكثر من ذلك بكثير ايضا". واوضح "نحن نتابع ايضا مسارا دبلوماسيا. وقد اجرينا محادثات مع عدد من اللاعبين الاساسيين في هذه المأساة".
وساعدت روسيا، حليفة الاسد، في اطلاق مؤتمر جنيف 2 في العام 2013 والهادف وقتها الى الاتفاق على مرحلة انتقالية سياسية بالاعتماد على مخرجات جنيف 1.
والتقى كيري في بداية آذار(مارس) وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في جنيف لبحث سبل جمع الاطراف المعنية مرة اخرى حول طاولة الحوار.
وفي هذا الصدد قال كيري "نعمل بقوة كبيرة مع اطراف اخرى معنية لنرى ما اذا كنا نستطيع احياء حل دبلوماسي".
واشار كيري الى ان "هذه القضية تشغل" الرئيس الاميركي باراك اوباما "ويركز عليها بهدف تحديد ما نستطيع ان نقوم به لتحريك الوضع".
ومنذ منتصف العام 2014 تقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا لقتال التنظيم المتطرف الذي اعلن "الخلافة الاسلامية" على الاراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا.
وساعدت الغارات الجوية لقوات التحالف المقاتلين الاكراد على طرد التنظيم من بعض المواقع الواقعة في شمال سوريا، وخصوصا مدينة كوباني (عين العرب) على الحدود مع تركيا.
وبرغم ذلك يحافظ تنظيم داعش على قوته ويسعى الى اضفاء هالة عليها عبر بث اشرطة فيديو تظهر اعدامه للمدنيين والصحفيين والعاملين الانسانيين. واثارت تلك الاشرطة التي اتسمت بالوحشية استياء واسعا حول العالم.

عرض التعليقات
أرسل تعليقك
الأسم
التعليق

تصفح في موقعنا

النشرة البريدية

كافة الحقوق محفوظة لوكالة بودكاست الاخبارية