لم يعد المال الذي يجنى من مبيعات النفط غير المشروعة المصدر الرئيسي لإيرادات تنظيم "داعش"، وفقاً لما صرح به الناطق الصحفي باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الأدميرال جون كيربي، للصحفيين يوم أول من أمس.
وأصبح تهريب النفط مصدراً بالغ الأهمية للإيرادات بالنسبة إلى المجموعة المذكورة، التي تمتلك حفنة من حقول النفط في كل من سورية والعراق. وتميز أرباح النفط هذه المنظمة المتطرفة عن سائر المجموعات الإرهابية التي تُعوَّل أكثر على المساعدات والهبات الخارجية. لكن إنتاج النفط يشكل مشكلة في الحصانة للمجموعة، في ضوء أنه يزود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بأهداف سهلة نسبياً لقصفها جوياً.
خلال الصيف، قبل أن يبدأ القصف الجوي الأميركي، كان المعتقد السائد يقول أن "داعش" تنتج أكثر من 80 ألف برميل يومياً. ونظراً لأنها كانت تبيع النفط في السوق السوداء، قدمت المجموعة خصومات رئيسية مقارنة بأسعار السوق العالمية، لكن ما يزال الخبراء يقدرون أنها تجني ما يتراوح بين مليون إلى 3 ملايين في اليوم الواحد.
قال كيربي أنه لم يعلم كم من الوقت مضى وداعش لا تعتمد النفط كمصدر رئيسي لإيراداتها، لكنه أشار إلى أن التبرعات الخارجية ومبيعات السوق السوداء الأخرى هي مصدر التدفقات المالية الأخرى للمجموعة.
ضربت الطائرات الأميركية ودول التحالف الأهداف ذات العلاقة بإنتاج النفط – والتي تتمثل في معظمها من مصافي النفط- في العراق وسورية على مدى الأشهر القليلة الماضية. وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، قدرت "وكالة الطاقة الدولية" أن القصف الجوي خفض إنتاج المجموعة الإرهابية للنفط إلى 20 ألف برميل يومياً.
يمكن لانهيار أسعار النفط، الذي يعيث فساداً في الميزانية العراقية، أن يخفض أسعار السوق السوداء أيضاً. وقد كان سياسيون عراقيون حذروا من أن انخفاض إيرادات النفط يمكن أن يضعف قدرة الجيش العراقي على شن هجوم ضد "داعش" في وقت لاحق من العام الحالي. في الأيام الأخيرة، حاولت "داعش" شن سلسلة من الهجمات على مدينة كركوك الغنية بالنفط في شمال العراق. وصرحت القيادة المركزية للجيش الأميركي، يوم الثلاثاء، أن قوات التحالف نفذت 32 ضربة جوية من يوم السبت إلى الأحد لدعم قوات الأمن الكردية في مواجهة داعش في كركوك. وقد نجحت القوات الكردية في صد هجمات المجموعة المتطرفة، كما أوضحت القيادة المركزية في بيان لها.