يتفق كثيرون على أنه لا يمكن إرضاء الجمهور بالمطلق، اذا تعلق الامر باختيارات المدير الفني للمنتخب العناصر التي ستنفذ افكاره وخططه في الملعب، وبالتالي فإن "الاهواء النادوية" ستكون مقياسا أكيدا لكثير من المتفرجين الذين يحكمون من خلالها على صحة اختيارات المدرب من عدمها للتشكيلة، ومع ذلك فإن ثمة هامشا يمنح حرية الحركة في إبداء آراء فنية سليمة سيتفق الكثيرون أيضا على صحتها. أمس... اختار المدير الفني للمنتخب الوطني "النشامى" راي ويلكينز 23 لاعبا، لبدء مرحلة الاستعداد النهائية للمشاركة في نهائيات أمم آسيا، التي ستنطلق في استراليا يوم 9 كانون الثاني (يناير) المقبل، وإن كان "النشامى" سيخوض مواجهاته الثلاث في الدور الأول ضد منتخبات العراق وفلسطين واليابان أيام 12 و16 و20 منه، بحيث يتنافس هذه المنتخبات الثلاثة على بطاقتي العبور إلى دور الثمانية عن المجموعة الرابعة، وهو الأمر الذي تحقق في المرتين السابقتين "الصين 2004 وقطر 2011". الاسماء المختارة هي: عامر شفيع، معتز ياسين، احمد عبدالستار "حراس للمرمى"، عدي زهران، أنس بني ياسين، طارق خطاب، محمد مصطفى، محمد الدميري، احمد الياس "مدافعون"، صالح راتب، رجائي عايد، احمد سريوة، محمد الداود، سعيد مرجان، خليل بني عطية، منذر أبو عمارة، يوسف الرواشدة، عبدالله ذيب، عدي الصيفي، سمير رجا "وسط"، احمد هايل، محمود زعترة "هجوم". القراءة المنطقية تشير إلى أن ويلكنز حاول المزج بين عنصري الخبرة والشباب، ومنح الشباب افضلية لا بأس بها من الاختيارات، لا سيما وأن عددا منهم سيشكل مستقبل النشامى وعماده الاساسي في تصفيات المونديال المقبل، لكن الخبرة ربما كانت مطلوبة أيضا بوجود بهاء عبدالرحمن وحسن عبدالفتاح وعامر ذيب وثائر البواب، وهذا الرباعي قد لا يختلف كثيرون على ضرورة وجوده. وهذا لا يعني أن هذه فقط الاسماء التي يطالب بها الجمهور، فالاختيار لم يطل رائد النواطير واحمد سمير وابراهيم الزواهرة وياسين البخيت ونور الدين بني عطية. "الاهواء النادوية" تحكم بدرجة كبيرة على اختيارات ويلكنز... الوحداتية استأثروا بـ"نصيب الاسد" من الاختيارات، ورغم عودة الحارس عامر شفيع للتشكيلة الا أن كثيرا منهم يسأل "وين عامر ذيب وحسن عبدالفتاح وباسم فتحي و....."، والرماثنة غاضبون ويتساءلون "لاعبان فقط من الرمثا في التشكيلة.. يوسف الرواشدة وسعيد مرجان؟.." مع أن حمزة الدردور محسوب على الرمثا حكما، كحال حسن وسريوة وعبدالله ذيب بالنسبة للوحدات... أحدهم يسأل أين راكان الخالدي متصدر الهدافين والحارس فراس صالح من الاختيار الجديد؟. الفيصلاوية الذين انشغلوا كثيرا يوم أمس باعتصامهم أمام مجلس النواب احتجاجا على حال فريقهم، كانوا يأملون في لاعب واحد على الاقل في التشكيلة، لكن الواقع يشير إلى عدم وجود أي لاعب فيصلاوي في المنتخب وهذا امر لم يحدث من قبل.. يتساءل البعض أين نور الدين بني عطية ومحمد خميس؟، وكحال الوحدات والرمثا يمكن احتساب احمد هايل وخليل بني عطية على الفيصلي. لكن هل المهم لماذا تم اختيار "فلان" ولم يتم اختيار "علان" لتشكيلة المنتخب الجديدة؟، أم المهم أن تتمكن التشكيلة الجديدة من القيام بالمهمة على أكمل وجه، وتصل إلى الدور الثاني من نهائيات آسيا كما حدث مرتين سابقا؟... البعض سيجيب "في المشمش"... لكل رأيه. ربما ينتظر الجمهور حدوث الاستقرار على تشكيلة المنتخب، بعد أن سار ويلكينز على طريق سلفه حسام حسن، فأصبح لكل مباراة تشكيلة و"الشاطر يعرفها"، ما أدى إلى تراجع نتائج المنتخب في المباريات الودية الاخيرة، وبالتالي تراجع ترتيبه على لائحة "فيفا". المدهش في تبريرات المدرب ما قاله عن سبب استبعاد اللاعبين حسن وذيب، وهي مبررات لم تقنع الاعلاميين قبل الجماهير، وربما وقع المدرب في "شرك" معلومات حصل عليها من مساعديه الفنيين والإداريين. نجح ويلكينز في تخفيف حدة الانتقادات بعد أن اختار الحارس عامر شفيع مجددا للتشكيلة، ربما بعد قناعته التامة أن وجود شفيع قد يبعث مزيدا من الاطمئنان ويعوض غياب بعض اللاعبين المخضرمين، ويوفر القيادة الميدانية التي توجه اللاعبين، لأنه برأي الكثيرين "مفتاح الفوز". المنتخب بحاجة إلى مزيد من الهدوء لاسيما بعد الغاء معسكر دبي والتركيز في التدريبات داخل عمان، وإن كانت المباراة الودية ستقام في دبي ضد منتخب اوزبكستان يوم 21 الحالي، قبل السفر إلى استراليا لاقامة معسكر تدريبي يسبق المشاركة الرسمية.