حذرت شركة متخصصة في تطوير حلول حماية الخصوصية وحلول أمن الإنترنت من مغبَّة الاستهانة بالمخاطر المحدقة بالشركات العاملة بمنطقة الشرق الأوسط بفعل انتشار مفهوم العمل عن بُعْد والإقبال الهائل على مواقع التواصل على الإنترنت. وقال متحدِّث باسم «آنكور فري» Anchor Free التي تطوِّر حلولاً برمجية لحماية الخصوصية إنَّ الموظفين الذين يعملون من منازلهم أو عن بُعْد باتوا عُرضة للكثير من المخاطر، في مقدِّمها انتحال الهوية الرقمية والهجمات الخبيثة. وهذا ما أكَّده التقرير الصادر مؤخراً عن المؤسسة الاستشارية المستقلة «إندبندنت سكيوريتي إيفاليويترز» (ISE)، مقرُّها مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية، إذ أشار التقرير إلى أن 13 من أكثر الموجِّهات اللاسلكية المُباعة في الأسواق العالمية يمكن اختراقها من قبل مُخترِق متوسط الاحتراف. وبالمثل، تظلُّ الشبكات اللاسلكية العامة أو المفتوحة عُرضة للهجمات الموجَّهَة، وكشفت دراسة صدرت حديثاً عن أن 88 بالمئة من شبكات «واي فاي» المتاحة في الأماكن العامة، مثل المقاهي والمطارات، غير آمنة. وفي هذا الصّدد، قال ديفيد غوروديانسكي، الرئيس التنفيذي لدى «آنكور فري»، الشركة التي طوَّرت برنامج «هوت سبوت شيلد»Hot spot Shield المرتكز إلى إقامة شبكة خاصة افتراضية بين الحاسوب ومنافذ الإنترنت: «مجرمو الإنترنت معروفون بدهائهم، ولن يفوِّتوا فرصة استهداف الموظفين الذين يعملون عن بُعْد لتحقيق الكثير من المآرب الإجرامية. لذا، علينا ألا نستهينَ بالمخاطر المحتملة حتى عند القيام بعملية بحث عادية على الويب أو تحديث بياناتنا على شبكات التواصل، أو تنزيل تطبيق من أحد المواقع التي تبدو مأمونة، فمن المحتمل أن تجد بياناتنا السرية أو ذات الخصوصية طريقها إلى أيدٍ غير أمينة، مثلما قد تجدُ البرمجيات الخبيثة طريقها إلى حواسيبنا الشخصية أو المؤسسية. وبطبيعة الحال يتفاقم الخطر في حال استخدام الموظفين لحواسيبهم المحمولة أو اللوحية أو حتى هواتفهم الذكية للاتصال بالشبكة المؤسسية، ويتعيَّن على القيادات التنفيذية في الشركات أن تثقِّف موظفيها بأفضل الممارسات المتبعة». ويبدو القلق جلياً في الدراسة الاستطلاعية التي أجرتها «سيسكو» مؤخراً حيث أعرب أكثر من ثلاثة أرباع المستطلَعة آراؤهم من بلدان الشرق الأوسط عن خشيتهم من أنهم ما عادوا يسيطرون على بياناتهم الرقمية على الإنترنت. وهنا يشدِّد غوروديانسكي على الحاجة لفعل الكثير من أجل تجنُّب الأخطار المحدقة قائلاً: «يتعيَّن على الشركات أن تفعل الكثير والكثير لحماية موظفيها، وبالتالي حماية أعمالها. نعلم جميعاً أن الشركات حول العالم تعتمد اليوم على طواقم الموظفين المتنقلين، وأن الوظيفة التقليدية باتت إلى اندثار. ورغم الفوائد العديدة المتأتية من ذلك على صعيد التنافسية غير أن ثمة الكثير من المخاطر المنطوية التي يتعيَّن علينا مواجهتها بكلِّ صرامة. لذا، لابد من تثقيف الموظفين بشأن أفضل الممارسات، مثل تحديث كلمات السرّ من حين إلى آخر، وإزالة الكوكيز، وتجنُّب تبادل المعلومات عبر شبكات التواصل الإنترنتية مثل فيسبوك وغيرها، وكذلك الاستعانة بالشبكات الخاصة الافتراضية لحماية الخصوصية والهوية الرقمية من خلال تشفير كافة أنشطة الإنترنت». وتكمن الأهمية البالغة لبرنامج «هوت سبوت شيلد»الذي طوَّرته «آنكور فري» في أنه يقيم شبكة خاصة افتراضية آمنة بين الحاسوب ومنافذ الإنترنت، الأمر الذي يوفر طبقة حماية إضافية فائقة للخصوصية الإنترنتية، الشخصية والمؤسسية على السواء. ويوضِّح غوروديانسكي أهمية البرنامج قائلاً: «تظلُّ المعلومات خفية والأجهزة المتصلة بالإنترنت محمية من الهجمات الخبيثة ومحاولات اصطياد المعلومات السرية وكذلك محاولات انتحال الهوية الرقمية وغيرها من المخاطر الإنترنتية المحدقة». ويستقطب برنامج «هوت سبوت شيلد»نحو رُبع مليون مستخدم جديد يومياً، ويتبوأ المرتبة الأولى بين التطبيقات الأمنية الخاصة بأجهزة «آي فون» و«آي باد»، ويصنفه متجر التطبيقات «أبل آب ستور» بالمرتبة الأولى ضمن فئة «الحلول الإنتاجية» في أكثر من عشرة بلدان حول العالم.